سنة صيام العاشر من محرم
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على محمد و آله و صحبه أجمعين.
يستشعر
المسلمون برابط العقيدة بين أنبياء الله تعالى ورسله مهما كانت فواصل
الزمن بينهم ، فجميعهم مسلمون لله وبعثوا به ودعوا إليه, قال تعالى: ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) آل عمران(19) .
وكما صام نبي الله موسى عليه
السلام يوم العاشر من شهر الله المحرم شكراً لله على نصره له و للمؤمنين ،
صامه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون , ولا يزال المسلمون
يتواصون بأداء سنة النبي عليه الصلاة والسلام بصيام هذا اليوم ، ويرجون بره
وفضله .
إن شهر الله المحرم أفضله يوم
العاشر منه ، و لهذا اليوم شأن عظيم ، وأمر خطير ، فهو يوم يرتبط بما حصل
مع موسى بن عمران كليم الرحمن.
إن الله تعالى قص علينا نبأ
هذا النبي الكريم منذ ولادته الى أن بعثه داعياً لفرعون وملئه إلى عبادة
الله تعالى وحده دون سواه, و لما نجّا الله تعالى موسى عليه السلام ومن
معه ، وأغرق فرعون وملأه يوم العاشر من المحرم ، صام موسى عليه السلام ذلك
اليوم شكراً لله تعالى على نعمته وفضله عليه .
ثم
تلقت الجاهلية في مكة المكرمة ومن أهل الكتاب ذلك الأمر، فكانت قريش تصومه
في جاهليتها والنبي عليه الصلاة والسلام يصومه معهم ، ثم رغبنا عليه
الصلاة والسلام بصيامه ، يقول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما :( ما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوما يتحرى فضله على الأيام من هذا
اليوم، وهذا الشهر )، أي يوم العاشر من محرم و شهر رمضان .
صام
النبي عليه الصلاة والسلام يوم العاشر من المحرم لتسع سنين ، وفي العام
الأخير قال : " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " رواه مسلم, وقال لنا : " صوموا يوما
قبله أو يوما بعده ، خالفوا اليهود " رواه أحمد, و قال الشافعي وأصحابه : يستحب صوم
التاسع والعاشر جميعا ، لأن النبي عليه الصلاة السلام صام العاشر ونوى صيام
التاسع .
إن صيام العاشر من المحرم يكفر السنة
الماضية ، ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام
يوم العاشر من المحرم ، فقال : " أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " أخرجه مسلم.
وروى
أبو هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم ." أخرجه الترمذي .
فهلمو إلى عبادة الله تعالى في هذا الشهر الكريم كما يحب ويرضى ، ووفق سنة النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام .
المراجعصحيح البخاري - الجامع الصغير - كتاب الفتح للحافظ - السنن الكبرى