بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله و صحبه
أجمعين
نتابع الحلقة الثانية من دروس العقيدة الإسلامية عن الملائكة الكرام
و هي تتناول أسماء الملائكة.
أسماءُ المَلائِكةِ الثَّابتةُ في الكِتابِ أو السُّنَّةِ و هي:
جبريل
قال الله تعالى: قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ
عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى
لِلْمُؤْمِنِينَ [البقرة: 97]
.
أقرَبُ المَلائِكةِ إلى الله و قال بعضُ السَّلَفِ:
مَنزِلَتُه من رَبِّه مَنزِلةُ الحاجبِ مِن المَلِكِ. ومن قُوَّتِه:
أنَّه رفع مدائِنَ قَومِ لُوطٍ على جَناحِه، ثم قلَبَها عليهم، فهو قَوِيٌّ على تنفيذِ
ما يُؤمَرُ به، غيرُ عاجزٍ عنه؛ إذ تطيعُه أملاكُ السَّمَواتِ فيما يأمُرُهم به عن
اللهِ تعالى.
ميكائيل
قال الله تعالى: مَنْ كَانَ عَدُوًّا
لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ
لِلْكَافِرِينَ [البقرة: 98 ]
إسرافيل
عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَتْ: ((كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ
افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ،
فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ )).
و اشتهر أن إسرافيل عليه السلام موكل بالنفخ في الصور، ونقل بعض العلماء الإجماع
على ذلك ، ووقع التصريح به في بعض الأحاديث .
مالك
قال الله تعالى: وَنَادَوْا يَا
مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ [الزخرف: 77].
و هو خازن النار
منكر و نكير
وهما المَلَكانِ الموكَّلانِ بفِتنةِ القَبرِ وسُؤالِ العَبدِ عن رَبِّه
ودينِه ونَبيِّه؛ لحديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ -أوْ قَالَ: أحَدُكُمْ-
أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لَأحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالآخَرُ
النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ
يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ
تَقُولُ هَذَا... وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ
مِثْلَهُ، لَا أَدْرِى، فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِك
)) أخرجه مطولًا الترمذي (1071)
هاروت و ماروت
قال الله تعالى: وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ [البقرة: 102].
و هما ملكان من
ملائكة السماء أنزلهما الله عز وجل إلى الأرض فتنة للناس وامتحانًا في قَولِ جماعةٍ
كَثيرةٍ مِنَ السَّلَفِ.
أسماءُ المَلائِكةِ التي ذكرها بَعضُ العُلَماءِ، وفي صِحَّةِ ثُبوتِها
نَظَرٌ
عزرائيل
ورد في بعضِ الآثارِ أنَّ اسمَ مَلَكِ المَوتِ عِزرائيلُ، ولكِنَّها لم
تَثبُتْ.
قال ابنُ كثير: (أمَّا مَلَكُ الموتِ فليس بمصَرَّحٍ باسمِه في القرآنِ،
ولا في الأحاديثِ الصِّحاحِ، وقد جاء تسميتُه في بعضِ الآثارِ بعِزْرائيلَ. واللهُ
أعلَمُ)
رضوان
اشتَهَر أنَّ اسمَ خازِنِ الجنَّةِ رِضوانُ، ولم يَرِدْ ذلك في الكِتابِ
والسُّنَّةِ الصَّحيحةِ.
و البقية تأتي إن شاء الله و الحمدلله رب العالمين
المراجع
(منهاج السنة النبوية) (2/ 537). (إغاثة
اللهفان) (2/ 844). (فتح
الباري 11 / 368) (البداية والنهاية) (1/ 109). (1/ 106).