حذار من دعوات القرآنيين المشبوهة
سوف أدق ناقوس الخطرْ لإمرٍ خطيرٍ مُستهجنٍ قد إنتشرْ
ألا وهو تشكيك البعض
بالسُنَّة النَّبوية الشريفة تحت غطاء التمسُّك بما جاء بالقرآن الكريم حَصراً ورد كل ما سواه على hعتبار أنه إجتهادات
فردية وتأويلات لعلماء أجلاء قد تُصيب أو تُخطئ
وذلك حرصاً منهم على الدين الحنيف وتمسكاً بالعقيدة الصحيحة كما يدَّعون.
كلام حق يُراد به باطل, إذ هو أمر ظاهره طلبُ الحق وباطنه الخديعة
والمكر والسوء.
إنَّ خطورة هذا الفعل تكمن في ضرب جوهر مفهوم الدين الإسلامي القائم على
شهادة أن "لا اله إلا الله محمد رسول
الله"، فعقيدة التوحيد لا تقوم إلا بجناحي القرآن والسُنة ومن فَصَلَ بينهما فكأنه تشبَّه
بكفار قريش الذين لم ينكروا الربوبية بل أنكروا
نبُّوة محمد ورسالة الإسلام, قال تعالى:
" وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ "(الزمر 38) ؛ فكأنما الزمان قد استدار مُجدداً ليُعيدنا إلى حقبة الجاهلية الأولى.
"أليس منكم رجلٌ رشيد "(هود 78) يكون لديه رؤية واضحة للمخطط الشيطاني المدروس لكسر هيبة الإسلام وإدخال
المسلمين في متاهات غايتها هدم العقيدة عبر دكْ مسمار الشك في السُنَّة النبوية والمطالبة
باستبعادها كلياً من دائرة التشريع والأحكام والإعتماد على القرآن فقط, علماً بأنها
المصدر الثاني للتشريع في الإسلام و هذا ما تلخصه معادلة "محاربة الدين...بالدين"
التي تُزعزع النسيج الإنساني عبر إلهائه بمناقشات فارغة تؤدي إلى التدحرج إلى هاوية
العلمانية.
ورداً على
"القُرآنيِّن" الذين يعترفون بنبُّوة سيدنا محمد أقول : إنَّ الإعتراف بالرسول
لا يكون إلا بإتباع سُنته سواءً القولية أو الفعلية أو التقريرية وما عدا ذلك يُعدُّ
إنكاراً لها.
"إنَّ معجزة القرآن الكريم تكمن في استدراك هذا الإدعاء الباطل والرد عليه بعدة أيات صريحة منها
" مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ "(النساء
80)
" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”
(الحشر 7).
فقد ربط المولى تقوى المسلم بطاعة الرسول وذلك لتبيان أهميتها ووجوبها .
إنَّ "القرآنيِّن" يجاهرون من حيث لا يشعرون بمحاربة المولى
ذلك أنَّ السُنَّة الكريمة تُمثل التجسيد الحقيقي
لمعاني النص القرآني والمُفسِر لأحكامه لذا أنُذر هؤلاء بقوله " وَمَن يُشَاقِقِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ
"(الأنفال 13).
أخيراً فإنَّ الغاية الدفينة من وراء ذلك تشتيت إتِّباع المسلمين للسُنة
كمرحلة أولى ومن ثُمَّ الانتقال للمطالبة بتطبيق القرأن الكريم بكونه يُمثل إحدى الكتب
السماوية للديانة الإبراهمية الجديدة ، فتُحذف آيات وتُأوَّل أخرى وتندمج في هذه المَعمَعة
الكتب جميعاً تحت مفهوم "الدين الواحد
.. للأصل الواحد" وذلك تلبيةً لشعار السلام العالمي.
ولكن ،لايغب عن فكر كائن من كان قوله تعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ "(الحجر
9).
فنتيجة المعركة محسومة بدون أي شك "
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ "(الأنفال
30).