ماذا تعرف عن نبي الله إدريس
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و آله و أصحابه الطاهرين.
تتداول المواقع الإسلامية الكثير من المعلومات و الأخبار و القصص عن سيدنا إدريس عليه السلام, وقد وجدنا فيها الغث و السمين و ما يصح و ما لا يصلح و ما لا يمكن الجزم بثبوته, و فيما يلي نورد ما عرفناه في التراث الإسلامي الصحيح عن هذا النبي الكريم.
إدريس عليه السلام يُعرف
في الكتب القديمة بـ "إخنوخ"، ويرجع نسبه إلى شيث بن آدم عليهما السلام،
كان أول من أعطي النبوة بعد آدم وشيث عليهما
السلام, وقد أدرك من حياة آدم، ثلاثمائة سنة وثماني سنين.
و هو أحد الأنبياء الذين أخبر الله عنهم في القرآن حيث ذكر صراحة أنه نبي، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً و يجب اعتقاد نبوته على سبيل القطع والجزم لأن الله
سبحانه و تعالى قد ذكر لنا ذلك.
يعتبر إدريس أول من علّم الناس الكتابة، حيث ورد في صحيح ابن حبان قول النبي صلى الله عليه وسلم عن إدريس عليه
السلام: «أول من خط بالقلم», ونقل ابن حجر في الفتح عن ابن إسحاق أن أول من
خاط الثياب هو إدريس عليه السلام، وفي فيض القدير للمناوي أنّ أول من خاط الثياب ولبسها
ـ وكانوا يلبسون الجلود ـ إدريس.
مكانة إدريس عليه السلام
لإدريس مكانة عالية عند
الله عزّ وجل فقد أثنى الله عليه، ووصفه بالنبوة، والصديقية و الصبر, قال الله تعالى: { وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ
إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا *وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } (مريم: 56 -
57), و قال : (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ)
(الأنبياء 85).
وقد ذكر المفسِّرون عند قوله تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}، روايات
عدَّة مختلفة، أقواها أنَّه رفعه الله في السماء الرابعة أو السادسة تحت جناح أحد الملائكة
وفيها قُبِضَت روحه..و الله أعلم.
لقاء النبي عليه الصلاة و السلام معه ليلة الإسراء و المعراج
روى البخاري في صحيحه من حديث الإسراء والمعراج عن مالك بن صعصعة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (فأتينا السماء الرابعة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل،
قيل: من معك؟ قيل: محمد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد أُرسِلَ إليه؟ قيل: نعم، قيل:
مرحباً به ولنِعمَ المجيء جاء، فأتيتُ على إدريس فسلمتُ عليه فقال: مرحبا من أخٍ ونبيٍّ).
بعض مما ورد و لم يثبت عن نبي الله إدريس
يرد في
الاسرائيليات و في الكتب القديمة الكثير عن أعمال إدريس و وصفه و إنجازاته, وعامةً هذه التفاصيل ليس فيها ما يُجزم بصدقه أو يقطع بثبوته, و من ذلك:
وصفه: كان رجلاً مديد القامة، حسن الوجه، براق العينين أكحلهما، كثّ اللحية،
عريض الصدر والمنكبين، ضخم البطن، متقارب الخطو، يمشي ونظره إلى الأرض، كثير الصمت
قليل الكلام بطيئهُ إذا تكلم، كثير التفكير، عبوساً يحتدّ إذا ما غضب.
اسمه و ولادته: ولد إدريس عليه السلام على الأرجح بمدينة بابل بالعراق، وهناك بعض الآراء
القائلة بأنه ولد بمصر أو فلسطين ولكنها آراء ضعيفة, و قيل : إنه سمي إدريس لكثرة درسه الكتب.
علومه و إنجازاته : قيل أن الناس في زمانه كانوا يتكلمون باثنين و سبعين لساناً و قد أعطاه الله جميعها حتى يستطيع أن يعلمهم و قيل أنه حاز علم الماضين جميعاً و زاده الله ثلاثين صحيفةً, و أنه علّم قومه العلوم، وإنه أول من استخرج الحكمة وعلم النجوم و أول من عرف أسرار الفلك وتركيبه وعدد السنين والحساب، وقيل إنه أول من
نظر في علم الطب و قيل أنه هرمس العظيم و يذهب البعض أنه من قام ببناء الأهرامات و أن هرم ابو الهول هو تجسيد لشخصية سيدنا إدريس, و أنه بنى قرابة مائة و ثمانية و ثمانين مدينة و ما إلى ذلك من قصص لا يمكن الجزم بثبوتها.
و الحمدلله رب العالمين
المراجع
فتح الباري لابن حجر العسقلاني - البداية و النهاية لابن كثير - تفسير القرآن العظيم لابن كثير - فيض القدير للمناوي - صحيح البخاري - صحيح ابن حبان